عُرف أهل شقراء منذ القدم بأنهم أهل تجارة ودين، وهناك الكثير من كبار تجار المملكة بدؤوا من شقراء، وانتشروا في المملكة وخارج المملكة، طلباً للرزق وممارسة التجارة والصناعة... فمنهم من استوطن الأحساء، وبعضهم الجبيل، ومن ثم الدمام، وبعضهم مكة المكرمة، ومنها إلى جدة. وقسمٌ كبير منهم استوطن الرياض. وفي النهاية هم أهل شقراء، فجذورهم لا تزال راسخة في طينها وزرعها وأرضها. ولهم في قلوبهم محبة وعشق كبير.. وهذا طبعنا وطبع أهلنا.

ولعلنا نسأل أنفسنا لماذا لم تكن تجارتهم في شقراء على سبيل المثال، وهذا مما يدور في خَلَد البعض، التجارة بالإضافة الى احتياجها لرأس المال والخبرة والحنكة تحتاج سوقاً كبيراً يجعل من تلك التجارة رابحة وتنمو وتزدهر.. وهذا ما حققته مدن كمكة المكرمة والرياض والدمام حديثاً، والجبيل والإحساء قديماً.

شقراء كانت مزدهرة عندما كان طريق الحجاز يمر عبرها.. وكانت استراحة للمعتمرين والحجاج والزائرين، والكثير ممن زاروها لا يزالون يحتفظون بتلك الذكريات الجميلة. وكانت وقتها مركزاً مهماً على طريق الحجاز، وبعد انتقال الطريق تماماً هدأت تلك الحركةُ والجَلَبةُ المستمرة، ونعمت المدينة بهدوء استمر لسنين طويلة.

وأعاد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله ((حفظه الله ورعاه)) الحياة إليها بافتتاح جامعة شقراء، وهو الاستثمار الحكومي الأكبر والأبرز في المحافظة. وكان له دور في زيادة عدد سكان شقراء من حوالي الخمسين ألفاً الى قرابة الثمانين ألفاً، ولا تزال الوتيرة في ازدياد. فالناس تبحث عن الرزق، والرزق في شقراء بات متوافراً بشكل أكبر.

شقراء.. يا رجال شقراء الميسورين تحتاج إلى الاستثمار من قِبَلكم، ولن يستثمر فيها أحد إذا لم يستثمر أهلها الكرام أولاً .. شقراء بحاجة إلى أن تكون في مصاف عاصمة أي منطقة. ولا يحتاج الأمر منكم سوى التواصل مع مجلس أهالي شقراء(*)، الذي يقوم عليه خيرة رجال شقراء وشبابها، لتجدوا لديهم ما تحتاجه شقراء، وما يتوافق مع أعمالكم وأنشطتكم التجارية. لن تكون شقراء بنفس القوة الشرائية للرياض أو جدة أو الدمام، ولكن فيها قوة شرائية تكفي لنجاح أعمالكم واستثماراتكم. احرصوا على فتح فروعٍ لأعمالكم، لكي نصنع وظائف لشبابنا وتزدهر بيوتنا في شقراء. نريد منكم يا تجار شقراء، أن تعيدوا مجد شقراء التجاري من جديد.. وأنتم أهل لها.. وبأيديكم القرار.

(*)مجلس أهالي شقراء لديه قائمة بجميع الفرص الاستثمارية المطلوبة في شقراء.