• ×

09:27 مساءً , السبت 21 ديسمبر 2024

admincp
بواسطة  admincp

يوم من عمري

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
هذه ليست قصيدة حداثية.. وإنما عصيدة يوم من عمري أشبعتني.. وأجاعتني وأجاعتني من جديد لأنها لذيذة.

من داخل خيمتنا المنصوبة في كبد الصحراء
ما بين «أثيثية» الوشم و«شقراء»
«بطريف الحبل».. تلك هي الأسماء
كنا مجموعة صحب..
رفقاء درب.. أصدقاء.. أصدقاء..
نشرب من ابريق الشاي
نرتشف جرعات القهوة،
نأكل من تمر «عنيزة» و«الأحساء»
* * *
من داخل خيمتنا
وغيوم حجبت عن أعيننا وجه سماء.
تهب الأرض رذاذاً في حياء
نرقب الأشياء عن قرب. وفي حب
شريطا.. من رمال حمراء
مثل عُقد أعُدَّ من ذهب
مُدّت حباته لعروس حسناء.
وجمالاً ترعى آمنة
لا تخشى في خطوتها غرباء
وقطيع أغنام بلا فزع
نحسدها عليه نحن الطلقاء!
الراعي مدّ على مهل ساقيه
يراقبها.. ما مدَّ عصاه.
* * *
في خيمتنا.. وأمام خيمتنا
بين «اثيثية» الوشم و«شقراء»
كنا لا نعرف شعرا
أمسينا بجمال طبيعتنا شعراء
ما أحلى أن نخرج من سجن منازلنا
عوادمنا، تزاحمنا، تصادمنا
أن تحضننا في رفق وفي عشق
تلك الصحراء.. أحراراً طلقاء.
* * *
حيث طُويتْ خيمتنا..
وتلاشت غيمتنا..
بدأت خيبتنا
ترسم وجه صورتنا الباكي بمداد موجع
«البُن» الذي نشربه
«الشاي» الذي نرشفه
«الثمر» الذي نأكله
داخل أسوار منازلنا دون شهية بعد أن كان شهيا
دون فضاء رحب يملؤه الحب
ورمال. وجِمال. وجَمال.
ورعاة. وحياة دون قيد
وصحاب دون حقد
وانعتاق عن جدار السجن في دواخلنا
وانطلاق في فضاء لا قيود فيه
تبقى الحياة رتيبة كئيبة مملة..
الخيمة.. رمز نافذة مشرعة الأبواب
الغيمة برذاذها إيذانا بمولد ربيع حياة
الرمال الذهبية نقاء أرض وبقاء ارض
الجمال التي ترعى رمز صلابة وتحمل ومصابرة
الأغنام.. غنم ربيع الحفاظ عليه واجب لأنه الغنيمة دون حرب..
الراعي.. عنوان رعاية دون عصا تُهز.. أو تَبتز..
إلا لمن أفسد وعصى.. واهتز ثباته..
أما الجمال.. فإنه وجه وجود..
كن جميلاً ترَ الوجود جميلا..
لا بد وأن نحرص على ألا تطاله التجاعيد.. ويتشوه
يوم من عمري
عدتُ إلى فطرتي دون بهرجة.. دون تكلف..
دون تزمت.. ودون تأزم.. دون عملقة.. أو تقزم..
ضحكت فيه كما يضحك الطفل على نفسه وعلى غيره في سذاجة وبراءة
ملأت رئتيَّ حباً للحياة..
تذكرت أن الحياة دون رئة صافية حياة معتلة..
دون روح تعانق السماء.. حياة مختلة..
دون صوت يتجاوب مع الطبيعة حياة مملة
دون طباع.. ودون انطباع..
إن هي إلا حياة مستنسخة
شكلتها المادة.. وغذتها الهموم وافقدتها أصالتها..
ورسمت لها صورة بلهاء حتى ولو كانت جميلة الشكل..
الجمال لا يقبل التزييف.. ولا الحيف
لأنه أصل.. والأصل ثابت في قواعد الأشياء.
والطبيعة دون تطولع وتطبيع مخل بالأصل الأصل..
والطباع دون تلوث أو تلون أصل
لنعد كما طبيعتنا. وطباعة أصلاء.. نصل طبعنا بطبيعتنا دون انسلاخ.. أو استنساخ..

بواسطة : admincp
 0  0  1.6K


جديد المقالات

بواسطة : الإعلامي الدكتور : فلاح الجوفان

. تجلت الإنسانية في أبهى صورها ، عندما تعرض "...


بواسطة : عبدالعزيز عبدالله البريثن

. آه .. ويح من فقد أمه، ولم يقبلها في ضحاه، أو...