• ×

04:40 صباحًا , الأحد 22 ديسمبر 2024

admincp
بواسطة  admincp

فن التعليم وإيصال المعلومة

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
لاتزال الصورة عالقة في عقلي ، هي تلك السبورة التيكانت جزء من جدار الفصل صُبغت باللون الاسود والتاريخ كان 1392 هجرية لن أكمله بالتفصيل خوفاً من (العين). استوقفتني تلك الذاكرة كثيراً لماذا أتذكرها بهذا الوضوح وهذه الدقة بل أكاد أقول إنني أستشعر الجو الذي كنت فيه.

الطفل من سن السادسة يحفظ القرآن الكريم أسرع من الكبير. ويحفظ الكلمات والتصرفات كذلك، والسبب فكره لايزال خاوياً ( الهاردسك فاضي). ومن يقوم بتعبئة تلك المساحة هو البيت والشارع والمدرسة. وقد تكون هناك معلومات تلغي معلومات قبلها، مثلما يسمع كلمات نابية في الشارع ، يقوم التعليم الصحيح في البيت والمدرسة بإلغائها بمعلومات ذات فائدة.

ما زلت أتذكر سقوط القسطنطينية ، حينما فاجأنا المعلم وهو يكتبها بسقوط الطبشور متعمداً من يده وقال لنا بأسلوب أداء مسرحي جميل ( سقطت القسطنطينية). فعمد إلى صنع إثارة لتثبيت معلومة. ولا أنسى في مرحلة المتوسط حينما شرح لنا معلم الهندسة نظرية ( فيثاغورس) فرسمها لنا على السبورة وكتب على المربع بيت (فلان) والثاني ( فلان) والمثلث جعله حديقة عامة.فأحببنا الفكرة فحفظنا النظرية والرسم وترسختالمعلومة.

ودرست البلاغة والنقد وفنون البديع والسجع والمجاز. وكان المعلم متمكناً مبدعاً جعل من الحصة وقتاً لممارسة الفن اللغوي وكأننا في كورال نغني سوياً. فرسخت المعلومة تماماً ، كما هو معلم النحو الذي أمتعنا بالتصغير والنسب. والأهم من هذا كله كيف نشرب لغتنا مثل كأس الماء.

وبالمقابل لا أنسى من تجنى علينا في اللغة الإنجليزية ورسخ في الذهن قاعدة ING تأتي في نهاية الفعل إذا كان مسبوقاً بـ am - is - are . وحفظناها على هذا الأساس ووجدنا لاحقاً أن تلك النظرية غير صحيحةفأساء ترسيخ المعلومة.

تماماً مثل بعض الخطب في صلاة الجمعة نخرج من المسجد دون فائدة تذكر ، فالإمام مسك الورقة وبدأ بصوت عالً مدوٍّ وبنبرةٍ واحدة ، وكل الذي أذكره كلمة ( آمين) في الخطبة الثانية. على عكس إمام ما زلت أتذكر خطبته عن الجار قبل أكثر من ثلاثين سنة. وكان يستخدم فن التوجيه الصوتي من توقف ورفع وخفض وإيماء وتكرار وخروج بسيط عن النص لاستدراك معلومة.

الروضة في كل مسجد يقف فيها من يحفظون القرآنالكريم لكي يسندوا الإمام في غيابه أو عند خطئه أو سهوه. وهذا حقهم ومكانهم لأهمية دورهم . وكذلك التعليم له روضة جميلة فإذا لم تكن ممن يصنع الفرق في فكر الطالب فعليك التنحي عن روضة التربية والتعليم. فالهدف واحد.

بواسطة : admincp
 2  0  1.9K


الترتيب بـ

الأحدث

الأقدم

الملائم

  • ابراهيم العبد الكريم

    يشكر أبا خالد على ما يمتعنا به من هذه الذكريات التى يبطنها بانطباعه عن الظروف التى مر بها أثناء دراسته،مادحا الأساليب التى يراها جيدة ، وقادحا الأخرى ،، أعجبنى ربطه بين روضة المسجد ، وروضة التعليم ،ولكنه لم يشر على الواجب على وزارة التربيةوالتعليم حيال ذلك من تكريم من فى الروضة وإيجاد الحوافز لذلك، كما لم يتعرض للتربية واكتفى بالتعليم فقط ، وربما له عذر إذ أنه اختار عنوان (فن التعليم وإيصال المعلومة )فالتزم بما يدخل تحت عنوانه ، وإن كانت التربية داخلة ضمنا ، ولكن ربما رغبته فى الاختصار ، ويشكر على كل حال ،،،كان بودى أنه ذكر المدرسة والمدينة ،ربما تثير أشجان البعض .

    10-11-2013 01:34 مساءً

    • ماهر البواردي

      اخي الفاضل / ابراهيم

      أحرص دائماً ألا تتجاوز كلمات المقال عن 350-400 كلمة . ليبقى خفيفاً للقاريء. وهذا لايكفي لكل شيء. ولكن من بعض المشاهدات في بعض المدارس لنوعيات معينة من المعلمين. إستدركت الذكريات الجميلة.

      اما فيما يخص الدور التربوي فهو بالتأكيد يستحق مقال كاملا. كما اسلفت اخي العزيز.

      الشيخ محمد المنجد حفظه الله كان خطيب الجامع المقابل لبيتنا منذ 25 سنة. وكنت أستمتع جداً بقراءته للقرآن وكانت تلاوته تجعل تلك الآيات تجد لها دخولاً وقبولاً وغرتياحاً في القلب. وهي من فنون إيصال المعلومة. بالقراءة الجهرية.

      تشرفت بك اخوي ولعل القادم اجمل ( الإستثمار في شقراء)


      ابوخالد

      11-11-2013 09:51 صباحًا

  • فهد ابو محمد

    السلم عليكم ورحمة الله ،،، اعجبني جدا قولك " ان لم تكن ممن يستطيع صنع الفرق في فكر الطالب فعليك التنحي ..... تعمد معلمك اسقاط الطبشورة هو تعليم ذكي او دعني اقول تعليم بالترفيه لذلك هي مترسخه في ذهنك . بارك الله لك فيما علمك ،،، في رعاية الله .

    10-11-2013 03:10 مساءً

    • ماهر البواردي

      وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

      جزاك الله خيراً ورفع قدرك. لعل الله منّ علي بذاكرة تستدرك الماضي بنقاء وصفاوة. وأكثر ما شدني لكتابة المقال . هو لم أنا حافظ لتلك المعلومات ومن كان السبب ولماذا ترسخت. المعلم في أول متوسط علمنا نزرع الشعير في صحن بإستخدام القطن. وتلك تجربة لا انساها.

      العصا لدى المعلم زمان كانت جزء مهم في العملية التربوية. وإمتدادا لها ( أمروا اولادك لسبع واضربوهم عليها لعشر). الضرب نموذج تربوي إسلامي تخلينا عنه وأخشى ....


      اخوك/ ابوخالد

      11-11-2013 09:55 صباحًا

جديد المقالات

بواسطة : الإعلامي الدكتور : فلاح الجوفان

. تجلت الإنسانية في أبهى صورها ، عندما تعرض "...


بواسطة : عبدالعزيز عبدالله البريثن

. آه .. ويح من فقد أمه، ولم يقبلها في ضحاه، أو...