• ×

04:07 صباحًا , الأحد 22 ديسمبر 2024

admincp
بواسطة  admincp

خديد سارة ...

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
كلما تذكرت قصيدة ابن فهاد في (سارة) والمعروفة لديكم، أيقنت أن المدح أحياناً يرفع المرأة ويزيد من راغبيها. كما كتب لنا التاريخ عن تلك القصيدة، فسارة لم تكن بتلك المواصفات التي يحلم بها من تزوجها، ولكنه سعد بها وأحبها ، إلا أنها أكملت حياتها وفرح بها زوجها وفرحت معه.

نتكلم عن واقعة مضى عليها أكثر من قرن من الزمان ، وبقيت أبيات القصيدة خالدة في فكرنا وأحببناها ، وأصبح اسم سارة مرتبطاً بذلك الوصف الجميل العذب الذي جعلهم يتهافتون على خطبتها ، وهي لم تكن سوى ابنة بارّة بوالديها في بيتهم الصغير خادمة لهم ملبية احتياجاتهم.

كتبت في بنات شقراء (يا بنت شقراء منتي بعازة الشعر والمدح والقوافي ، السنع والطيبة والذرابة والكرم بك توافي) وكتبت أيضاً (لن اتغزل بنساء الكون أبداً سوى بنات شقراء. لا تكفي حروف اللغة مفرداتها لهن. من لم تكن زوجته شقراوية ماله عوض إلا حور العين). ولعلي استلهمت فكر الشاعر ابن فهاد ( رحمه الله) واتخذت نفس غايته فيما كتبت. وجاء النقد من بعيد وانا إحساسي بالفخر يزداد. الشقراوية هي جدتي وابنتي وزوجتي وعمتي وعندما أمدحها لا أُذم فيما وصفت.

الدنيا لم تتغير و الشواهد على الأرض باقية إلى يوم يبعثون ، ولكن تغير الناس وأفكارهم وسلوكهم وبعضهم تغيرت لديه المعايير والقيّم. ولكن تبقى الفطرة في قلوبنا والتربية الأصيلة نبراساً لنا ، شبابنا لا يزال أصيلاً في منبته كريماً في أخلاقه راقياً في سمو نفسه، عالية همته . وهؤلاء هم الجيل الذي نبتغيه ونتمناه.

رسالتي لشبابنا ،، ماذا تنتظرون وأعماركم لامست الثلاثين أو تعدتها وبناتنا يفقدن أجمل سنوات شبابهن ، لماذا لا يكون الزواج لديكم مطلباً ورغبة ، أجدادنا تزوجوا بالرغم من قلة المادة وضعف الحالة . ولكنهم أكملوا نصف دينهم وصنعوا لنا هذا الجيل الجميل.

البنات في بيوت أهاليهن ينتظرن الستر والعفاف، والشقراوية ليست بتلك المتطلبة الصعبة المراس. هي لك مثل الشجرة الجميلة التي ما أن تغرسها في قلبك سوف تبهج حياتك إلى شيخوختك. الأمر بيديكم يا معشر الشباب فأنتم القادة وأصحاب القرار. لا تتحسفوا على شباب أمضيتموه بالعزوبية دون تحقيق نتائج سوى أنكم تنتظرون.

البنات اللائي في المنازل هن أخواتكن وبنات إخوانكم أو أخواتكم وهن ايضاً بنات جيرانكم وبنات أعمامكم وأرحامكم وأنسبائكم. يعني نحن عائلة كبيرة مترابطة. لا ننتظر غيرنا لتحقيق تلك الغاية وانتم نخبة الشباب وفخرنا الدائم. لا تصنعون جداراً وهمياً سميتموه صعوبات الزواج ، العوائل ليست بتلك الصعوبة التي رسمتموها، بل هي تريد رجالاً أكفاء لبناتها، والمادة آخر ما يعينها. صناعة الأسرة تحتاج لرجال قبل كل شيء.

الإنترنت والشبكات الاجتماعية صنعت حاجزاً نفسياً بأن الزواج عبارة عن مشاكل وإهمال وتقاعس والكثير منها، وأولئك الذين يروجون لها من لا يريدون للمجتمع استقامته وللحياة الزوجية سعادتها. لا تجعل الإنترنت مرجعية لك في قرارك وكن على قدر المسؤولية في قرارك، والجميع يقف معك، وهذا نهج المجتمع.

خاتمة ... لإخواني الشباب .. ترددت كثيراً في هذه الخاتمة ولكنني أقول لكم: لن تجدوا سعادة في هذه الدنيا خارج إطار الزواج مهما كانت المتعة. باختصار الزواج زراعة شجرة مثمرة معمرة، وغيرها مثل الذي يزين بيته بأشجار صناعية.


بواسطة : admincp
 1  0  2.7K


الترتيب بـ

الأحدث

الأقدم

الملائم

  • ناصرعبدالله الحميضي

    بارك الله فيك
    كلمات وعبارات ومضامين شكلت رسالة صدق للجميع وخاصة الشباب
    ولكن في ظني أن أمام الكثير منهم عقبات كثيرة وأولها عثرات الطريق الطويل
    والذي أوجده المجتمع بطريقة أو بأخرى فارتفعت الأسعار في المسكن وتأخرت الوظيفة وأصبحت المطالب تلتهم المدخرات وزادت الديون على الجميع حتى الدول صارت ترزح تحت ديون تهدد باستعمارها
    الشباب لم يقصر في طلب العفة والرغبة في ضمان المستقبل والإقبال على كل ما هو مريح له
    ولكن هناك سدود تقام عشوائيا وأطماع تقفل الطرق المعتادة
    ولا أرى إلا أن المجتمع نفسه يخضع لمشاكل كبيرة متعددة الجوانب ويفقد في الوقت الحاضر توازنه
    تقديري لك

    05-10-2013 10:09 مساءً

    • ماهر البواردي

      اسعد الله صباحك أبو عبدالله بكل خير

      وبارك الله لك فيما تملك وما ستملك وما ملكت. لا أنكر الخلل الذي أوردته في إحتياجات الشباب والديون . وهذا السواد الأعظم منهم. ولكن هناك بعضهم ممن يتقاضون رواتب عالية وأمورهم مستقرة. ولكنهم لم يستعجلوا على الزواج بعد. ولهم نسبة لا يستهان بها.

      الهدف بيوتنا واهلنا ، انا منيب أكتب عن دولة أخرى أو كوكب آخر. ولعلهم يبدأون بالمبادرة.

      وتقبل خالص التحية والتقدير


      اخوك/ ابوخالد

      06-10-2013 09:12 صباحًا

جديد المقالات

بواسطة : الإعلامي الدكتور : فلاح الجوفان

. تجلت الإنسانية في أبهى صورها ، عندما تعرض "...


بواسطة : عبدالعزيز عبدالله البريثن

. آه .. ويح من فقد أمه، ولم يقبلها في ضحاه، أو...