في مجال خدمة الجمهور والمواطنين نلاحظ وجود نوعين من العاملين بتلك الوظائف المختلفة .. النوع الأول يحاول أن يشعرك دائماً أنه يمن عليك بما يقدمه لك من خدمة ، هي في الأصل تشكل أساس عمله الذي يقبض من أجله راتبه الشهري.
أما النوع الثاني فتشعر وهو يبتسم في وجهك أثناء تقديم الخدمة أنه يتعامل معك وكأنك صديق له أو أحد أقاربه ، وعندما ينتهي من تقديم ما تطلبه ، وتود أن تشكره يقول لك إن ما يفعله واجب عليه ، وليس شيئاً زائداً عن حد الوظيفة.
المقارنة المتعبة بين النموذجين ، تجعلنا دائماً ندخل الأماكن الخدمية خاصة التابعة للقطاع العام ، ونحن ندعوا أن يكون الموظف على قدر من الخلق ، يسمح لنا بالتعامل معه دون أن ندخل معه في شجار ، وكثيرون يتجاوزون تلك المعاناة بطلب الفزعة من أقاربهم أو معارفهم ليرشحوا لهم أحداً ممن يعرفونهم ليحصلون على الخدمة دون عناء.
لذا يأتي شكرنا لأصحاب النوع الثاني وهم من يؤدون عملهم بتفان وإخلاص ويعتبرونه واجباً عليهم ، من قبيل الاعتراف لهم بالفضل ، وتوجيه التحية لهم ، ليس لأنهم كما يقولون يؤدون الواجب عليهم ، وإنما لأنهم يساهمون من حيث لا يدرون في مواجهة المحسوبية والوساطة التي انتشرت في كثير من بلادنا العربية ، وصارت إحدى مفردات الفساد الإداري ، إن لم تكن تعدت ذلك مؤخراً لتصبح مقوماً رئيساً لهذا الفساد الذي يعمل على تدمير القيم الاجتماعية ، ويساهم في تعطيل المصالح ، وزيادة الإحباط لدى من تتأخر معاملاتهم ، بفعل مراعاة البعض للقرابة أو المعرفة وجعلها في المقام الأول ، بدلاً من معاملة الناس على قدم المساواة.
من يعملون ولا يطلبون ثناءً ولا كلمة شكر يستحقون أن يكونوا دائماً في المراتب الأولى من حيث القيادة والمميزات الوظيفية ، كونهم يمنحون المراجعين الأمل في أن تصبح مكاتبنا المنتشرة في المملكة ، مثالاً للخدمة الراقية، والتي تُقدم إلى الناس مصحوبة بابتسامة دافئة ، تجعلهم يصرفون النظر عن استجداء من يعرفونهم ومن لا يعرفونهم للحصول على الخدمة من موظف ، يشعرهم دائماً بأن عليهم أن يحمدوا الله فقط لأنه ترك منزله وفراشه الوثير وجاء إلى المكتب.
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
ناصر عبد الله الحميضي
الله يكثر النوع الطيب الذي يؤدي الأمانة ويخلص في عمله ، ويسد طريق الفساد وأهله
و تشكر على هذا المقال وفكرته الطيبة ، التوجيهية الإرشادية التي تدل على حرص قلم صاحبها على المواطنة الصالحة والأمانة في تأدية الواجب الذي للأسف قصر فيه البعض وكأنهم لن يحاسبوا
كل التقدير لك
25-09-2013 04:15 صباحًا