معظم بلدات نجد القديمة أنشت بأسوار لحفظ أمنها داخل تلك الحدود ، وكانت القوافل التجارية تنطلق بأعداد كبيرة لحفظ هيبتها من اللصوص وقطاع الطرق ( الحنشل ). لم تكن نجد أو المملكة بذلك الأمان الذي يُذكر وخاصة حينما تكون في الصحاري وتنقطع بك السُبل. وبعد تأسيس الدولة السعودية واستتباب الأمن والأمان في ربوعها فُتحت أبواب تلك البلدان وهُدمت أسوارها واتسعت مساحاتها وكبرت اراضيها وكثرت منازلها حتى أصبحت تلك الأسوار مجرد ذكرى قديمة من مقومات الأمان.
ولعل قيام الدولة السعودية الثالثة بقيادة المؤسس جلالة الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه ، جعل من الأمن والأمان هاجسه الأول. وعمل طوال فترة حكمة وأبناؤه الملوك على تأسيس ذلك الأمن الذي بسببه تنطلق كل مقدرات الحياة من تنمية بشرية أو معمارية أو مدنية أو عسكرية.
رحم الله الأمير نايف بن عبدالعزيز الذي لم يتوانى يوماً عن تعزيز الأمن والأمان في وطننا الكبير حتى أصبحنا من الدول الأمنة عالمياً وأكمل مسيرته سمو الأمير محمد بن نايف ، في تطبيق الأنظمة والإجراءات الكفيلة بتحقيق مفهوم الأمن وجعل المواطن ينعم في بيته ومدينته وفي الطريق على مستوى المملكة قاطبة.
وما حدث في شقراء يوم الأمس يعد حادثة نادرة أن تصل الى هذا المستوى، شقراء الآمنة المطمئنة لمئات السنين والتي كان يُشهد بقضائها وعدلها وحكمها. وكانوا ينعمون بما لا ينعم به غيرهم. لمن لا يعلم تاريخها ، أهل شقراء الكرام جميعاً لهم مآثر وقصص بما ينعكس عليه مفهوم الأمن لديهم والإحساس بالأمان.
عندما يحمل رجل أمن مسدساً في غير وقت عمله ويستخدمه علناً في الشارع فهذا فقد مصداقيته أمام الجميع ليكون حامل لواء المحافظة على الأمن ، فكيف نثق برجل أمن أصبح قدوة للبقية في حمل الأسلحة والتجول بها في مدينة يفترض أن تكون آمنة بسببه. إذا كان هناك عرف بالتجول في السلاح فهذا ضد نظام الحكومة ويتعارض مع ما رسمه لنا ولاة أمرنا الذين بايعناهم بولاء وإخلاص وإتقان.
سيارة الشرطة منذ الصغر ونحن نراها رمز للأمان بين بيوتنا ونهنأ بنومنا حينما نسمع صريرها وهي تجوب شوارعنا ليلاً. ولكن أن تكون تلك السيارة مرحبة بالخطأ ومسانده له بطريقة تصرفها ونحن نعلم أنه تصرف فردي فهذه نكسة كبيرة في تأسيس رجل الأمن لم تكن موجودة من قبل. نحن نعلم أن رجل الأمن بشر ولهم صوابهم ولهم خطأهم. ولكن الصواب والخطأ نسبي في أمور تحتمل الصواب والخطأ وليس في جريمة إطلاق نار.
انتكاسة المجتمع على مفهوم الأمن في محافظة شقراء جاء بسبب عدة عوامل وهي حمل سلاح بقصد استخدامه على خلفية خلاف سابق من قبل رجل أمن ، استخدام السلاح أمام تلميذات ومعلمات في المرحلة الابتدائية نسفٌ لمفهوم التربية والتعليم ونظرتهم لرجل الأمن. تعامل سيارة الشرطة مع الحدث أحدث لحمة شعبية بين الأهالي ضد سيارة الشرطة وهذه فطرتهم بالأمان وتصرف سيارة الشرطة جاء على عكس الفطرة.
ما حدث في شقراء له جوانب أمنية كثيرة وكبيرة والأمر أصبح بيد شرطة الرياض والأمن العام والرسالة واضحة لكم ( كيف ترجعون الثقة بين أهل شقراء والشرطة) ولعلي أكون هنا مواطناً إستخدم قلمه لوصف الألم ، صمتكم زاد الضغينة ، و التباطوء في رد الفعل سوف يبني جبلاً من عدم الثقة.
معالي مدير الأمن العام وسعادة مدير شرطة منطقة الرياض رسالتي لكم تقول ما تختلج به صدورهم في شقراء ( سوف يطمطم الموضوع مثل غيره) ، دوركم الإيجابي يكون بإلغاء تلك الرسالة في صدور الناس عبر تواجدكم في شقراء للإعلان عن العقوبات إذا كانت هناك عقوبات ... وزارة الداخلية تقول في بياناتها عند تنفيذ حدود الله ( لتكن عبرة). أهل شقراء ينتظرون منكم العبرة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
نورة
رجل الامن بشر يخطيء ويصيب وهو لايمثل الانفسه اماالشرطة فقامت بعملها والفبض على المجرم
05-09-2013 01:28 مساءً
ماهر البواردي
كتبت المقال بعقلي دون قلبي بوطني دون أسمي. عندما يستهجن الناس جميعاً سلوكاً فأعلمي أنه مرفوض. سائق الدورية الأولى وصل الى مكان فيه جريمة إطلاق نار وهناك جاني وهناك مجني عليه وهناك مجتمع شاهد وهناك أطفال ومعلمات.
الشرطي قبل أن يُصبح شرطياً يمر على مركز التدريب في الرياض لدورة لا تقل عن 9 أشهر، ويتعلمون خلالها كل العلوم لأمنية اللازمة لحفظ الأمن والأمان.
الحدث كما أسلفت غير معرض للخطأ والصواب مثل بعض الأمور الأمنية البسيطة. هناك دم مُراق على الأرض وسلاح وثلاث مخازن لطلقات إحداهن في صدر المجني
أعلم أنهم كانوا على خلاف قبل يومين ، ولكن في عرف العلوم الأمنية الجاني حضر لمكان الحادث مع سبق الإصرار والترصد ومعه سلاح. وكأن الحكومة في نظرة غير ملزمة بإسترداد حقه بل بسلاحه يسترد حقه وهذا يُسمى قانون الغاب.
إذا كان هذا الفكر في رأسة فلم ينتمي تحت مظلة الوطن التي تحرص ولازلت على إستتباب الأمن و الأمان. يا أختي ثقافة التسلح والتصرف الهمجي أمام الناس في مدينة هادئة آمنة اليس خروجاً على ولي الأمر.
أنا أرتبط بعلاقات وثيقة مع جميع القبائل والعوائل في شقراء وخارجها، ولكن كتابة الحقيقة ليس تضليلاً للرأي العام أو محاولة تأجيج حادثة يراها البعض في عرفه بسيطة
لو لا سمح الله توفي المجني عليه، هل تعتقدين أن الموضوع بسيط وسهل. انا لا أرضاها على أي مواطن ومقيم في المملكة فعيني شاملة الجميع وليست خاصة في محيطي
العسكري الذي قال ( سلامات) لم تخرج من فراغ فهذه برمجة لغوية إعتاد عليها فهو لم يستنكر الجريمة او يستهجنها في المقام الأول لكي يتصرف بموجب وظيفته.
وهنا أعقب على ردك الثاني
تلقيت إتصالات من أصدقاء أعتز بهم من نفس عائلة الجاني وعلموا جميعاً أنني لم أكتب إلا ما يرضي الله والمجتمع والناس.
قبل سنين خلت التفار بحمل السلاح في شقراء كان عياناً بياناً ، هل هذه مواطنة أو عدم إعتراف بسلطة الدولة. القوة في القلم والحكمة والتصرف. السلاح لا يجعلك شجاعاً بل جباناً يريد العزة بقطعة حديد
06-09-2013 10:57 صباحًا
نورة
06-09-2013 11:23 صباحًا
ماهر البواردي
تعقيب
لا يعتقد أحداً أنني أكتب من مبدأ حضر وبادية أو قبيلة وعائلة. انا وطني والمملكة بلدي والملك عبدالله حفظه الله ولي أمري. وأكتب فيما يخدم الوطن وأمن الوطن وأمن المواطنين في الوطن بغض النظر عن عرقهم وجنسهم وقبائلهم وعوائلهم.
05-09-2013 04:16 مساءً
نورة
للاسف اشم رائحة العنصرية في المقال
06-09-2013 07:58 صباحًا