لو حاولت استعراض مواقف مشرفة لأهالي مدينة شقراء في أي مجال فلن يكفيهم مقالات وصفحات ، وفي التاريخ ما يشهد بذلك ، ولست هنا في مهمة قلم يستعرض من التاريخ ما يعرفه الجميع أو أقلب صفحات الأمس وإن كان يشرفني ذلك ، ولكن سياسة الصحيفة هنا هو المساهمة بقدر يتناسب مع المساحة ووقت المتلقي الذي أجزم أنني لن أقدم له جديدا في هذا الشأن.
لو أنني أخذت عناية أهالي شقراء بمسألة العلاج واهتمامهم بتوفيره من خلال ترحيبهم بالدكتور لويس ديم في عهد الملك عبد العزيز وتقديم كل ما من شأنه راحته والفريق معه من أجل الحصول على خدمة و صحة الأهالي فإن ذلك يكفي عنوانا لموقف مشرف لكنني أثرت غيره .
رأيت في نشر العلم والعناية به مجال أقرب لأن يكون موضوع المقالة تلك لأن العلم هو الوهج النير الذي يضيء ليتحرك الجميع في كل المناشط عن دراية بعد تفتح العقول فلا تتعثر في شيء بعده ، ولأنه شرف للمعلم والمتعلم لا يوهب لكل أحد ولا يؤخذ بالمصادفة ولا بالوراثة .
وفي الوقت نفسه لن أستعرض دور العلم في شقراء والمعلمين وحلقات التدريس ومتى بدأت وسبقهم في ذلك أو كم من القضاة والدعاة ساهموا في نشر الخير ، فذلك أيضا مما تضيق به المساحة ، وإنما اخترت مفصلا مهما من مفاصل العطاء الشقراوي ـــــ إن صحت العبارة ـــــ والذي يصادق عليه خاتم القيادة العامة في البلاد حيث يمنح الثقة لأهالي شقراء في أمر مهم .
خاتم القيادة أعني ثقة الملك عبد العزيز ، خطابه ووفد الطلاب اليمنيين.
ولن يرسل الملك عبد العزيز وفدا مكونا من 40 طالبا من دولة خارجية هي اليمن إلا لمن يرى فيهم الثقة والجانب الذي يستحق أن يكون محط ومحل نظره وعنايته ، وقد أصاب الاختيار .
لن استعرض من الذاكرة حرفا واحدا ، ولن أقتطع من روايات مجهولة المصدر ولكنني سوف أعتمد صفحة من كتاب مؤرخ شقراء المعاصر الدكتور محمد بن سعد الشويعر ، معلم النهضة العلمية والأدبية بشقراء ، وفي المضامين ما يجعل القارئ على بينة مما لأهالي شقراء من يد بيضاء خيرة تقدم كل ما من شأنه رفعة سمعتها وسمعة بلادنا ككل.
النص ( إن الملك عبد العزيز رحمه الله في بداية مسيرته لما وصل إليه وهو في الرياض مجموعة من المهاجرين من اليمن اللاجئين إليه ، أرسل منهم مجموعة كبيرة إلى شقراء لإسكانهم والعناية بهم وانتظامهم في حلقات المشايخ ، فنظموا سكنهم وإعاشتهم وما يسد حاجتهم وسهل لهم العلماء في شقراء سبل الدراسة وأكرموهم لوصاية الملك عبد العزيز رحمه الله بهم ، وعادوا للرياض بعدما استقرت الدولة وبدأ تنظيمها من عام 1354هـ
وقد حدثني ــ والقول لـلشويعر ــــ بعض أبناء أولـــــئك اليمنيين ، أن آباءهم وأجدادهم وهم سلفيون في عقائدهم ومداركهم لما ضيق عليهم في ديارهم دخلوا الديار النجدية ، في الثلاثينيات من القرن الماضي ، أي من قرن ، ورحب بهم الملك عبد العزيز وبعث بمجموعة تقارب الأربعين منهم إلى شقراء وأوصى رحمه الله بهم خيرا.
فأكرموا وفادتهم ، وجلس القادرون منهم كالسناري وغيره في حلقات العلم يطلبونه في شقراء ، وهيأ الأهالي لهم ما يريحهم ، وبعد حرب السبلة انتقل بعضهم للرياض ومكة ، ومنهم من انتقل إلى المدينة المنورة ، ولا يزال من التقيت به ــــ القول للشويعر ــــ من أحفادهم يشيدون بما حصل لهم في شقراء . انتهى)
هذا جانب يمتد للأباعد فكيف بالأقربين والقريبين من شقراء نفسها والبلدان المجاورة لها ؟
إن ما قدمته شقراء في مجال العلم لا يمكن حصره وقد شمل التعليم الرجال والنساء وساهمت تلك الجهود في إنارة العقول في الوشم عامة و بلدان عديدة من خلال ارتحال العلماء بعد أن حصلوا العلوم إلى بلدان بعيدة فكان لهم إسهاماتهم في القيام بمهمة القضاء و نشر العلم في تلك البلدان ، ولا شك أن الإخوة اليمنيون من ضمنهم أيضا لهم إسهاماتهم في نشر العلم هناك وهو خير امتدت عن طريقهم .
وتبقى شقراء وأهلها ثريا مضيئة لامعة في سماء العلم ويدا معطاء في كل جانب نسأل الله لهم المزيد من الخير.
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
ابومشاري
ونعم بشقراء وأهلها قول وفعل
07-05-2013 09:00 مساءً