من نعم الله على الإنسان أن يوفقه إلى فعل الخير ويعينه عليه، وييسر له السبل الموصلة إليه، ويبارك في تلك الأعمال لتصبح زاداً له في الدنيا، يحفظه في الآخرة. ونحسب أن رجل الأعمال محمد بن حمد العيسى من هؤلاء الذين نرى في أعمالهم الخير، فيما نراه هو عازفاً عن الأضواء، برغم إسهاماته الكثيرة في مختلف مناطق المملكة، لا يحب أن يرى ما يفعله منشوراً في الصحف، ليقينه أن ما يفعله واجب عليه تجاه ما أؤتمن عليه من مال، ودائماً ما تسبق بشاشته كرمه، فتجده يستقبل الناس بابتسامة ودودة تشعرك بقربه منك، وقد تكون المرة الأولى التي تراه فيها.
يحدث ذلك كثيراً في منزله بالرياض، والذي يجعل منه عادة مجلساً مفتوحاً لمقابلة كثير ممن يفدون عليه لزيارته، من جميع أطياف المجتمع، بل إن كثيراً من رجال الأعمال يلتقون في مجلسه ليتباحثوا شتى الموضوعات الاقتصادية والاجتماعية بعد صلاة المغرب بصفة يومية.
للشيخ محمد بن حمد العيسى أيضاً أفضال كثيرة على شقراء مدينته ومسقط رأسه فقد تبرع لها بمركز علمي حضاري متعدد الأغراض، يحتوي على ناد للموهوبين، ومكتبة إلكترونية ومركز للأنشطة النسائية والرجالية، وهي كلها منافع يستفيد منها أهالي شقراء والمدن المحيطة بها. كما ساهم في شراء قطعة الأرض التي أقيم عليها مشروع الأمير سلمان للإسكان الخيري في محافظة شقراء وتقدر مساحتها بحوالي (400) ألف متر مربع بمبلغ مليون ريال وهو نصف ثمن الأرض كلها، كما تبرع بخمسة ملايين ريال للمشروع نفسه. ولأنه من هواة دفع الناس إلى العمل والإتقان ليكونوا دعامة وطنية لبلادهم، أنشأ جائزة باسمه للتميز لتحفيز النشء، ودعم ووإبراز الطاقات الكامنة في أبناء شقراء.
ولا تتوقف مساعي الشيخ عند هذا الحد، فله أياد بيضاء في مسيرة الاهتمام بالتراث الوطني وماضي شقراء وتاريخها، حيث قدم دعماً سخياً لإعادة تأهيل وترميم بيت جده الشيخ عبدالعزيز بن حمد العيسى التاريخي الذي يعود بناؤه إلى عام 1280ه، وجعله مقصداً سياحياً للزوار كل خميس وفي الأعياد، وقد زوده بالوثائق التاريخية والصور التي ترصد جانباً كبيراً من تاريخ شقراء والمملكة، كما تولى أيضاً ترميم السور الغربي وباب الثقاب على نفقته.
كل تلك الأعمال الجليلة لا يمكن أن تصيبنا بالدهشة إذا علمنا أن رجل الأعمال الشيخ محمد بن حمد العيسى هو فرع من أصل طيب يضرب بجذوره في تاريخ الكرامة والشرف، حيث كان والده حمد العيسى -رحمه الله- واحداً من رجال الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه، وقد حضر الموقعة التاريخية لاستسلام جدة مع الملك عبدالعزيز رحمه الله، كما خاض مع الملك فيصل حرب اليمن، وكان ثاني اثنين في دخول الحديدة، كما كان معدنه وأصالته وحبه للوطن وجهوده المخلصة في رفعته السبب الرئيس الذي دعا الملك المؤسس - رحمه الله - لتعيينه أميراً على مدينة ينبع في 1353 ه، والتي مكث فيها قرابة سبعة وعشرين عاماً. بالطبع لا يحتاج الشيخ محمد بن حمد العيسى منا شكراً على جهوده الطيبة نحو وطنه وتجاه مدينته شقراء، لكننا نحن الذين بحاجة إلى تكريمه بما يليق بتاريخه وجهوده ليكون معلماً للأجيال القادمة في البذل والعطاء، وقد عهدنا من أولي الأمر حفظهم الله أنهم لا يدخرون جهداً في تكريم كل من يساهم في تقدم البلاد وتطورها، لإيمانهم العميق بأن الوطن هو حق لأبنائه الأوفياء، يبنونه ويشاركون في إدارته، وتستحق جهودهم المخلصة تجاهه أن تكون قدوة للنشء كي يشب على حب الوطن والتفاني في العطاء.
تكريم الشيخ محمد بن حمد العيسى هو تكريم لكل القيم النبيلة التي تربينا عليها، ونحاول أن نجعلها إرثاً صالحاً لأبنائنا، وأبنائهم، فلا شك أن تكريس تلك القيم يُعلي من ثقافة وانتشار كل ما من شأنه رفعة الشعوب.
* عضو مجلس أهالي شقراء
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
ابوعلي
يستاهل التكريم
وهناك شخصيات ايضا تستحق ان تكرم
19-02-2013 09:05 مساءً