هذا التوجه من وزارة التربية والتعليم اصاب العاملين في الميدان التربوي بالحيرة والدهشة وإمتعاظ الكثيرين من المعلمين الذين كانوا ينتظرون من وزارتهم نظير جهودهم في التعليم تخصيص مزايا توازي جهدهم وعملهم الدؤوب في تربية وتعليم النشء كاقرار التأمين الصحي الذي طال إنتظاره ولايلوح في الأفق مايبشر به أوعلى أقل تقدير صرف حقوقهم مثل الفروقات الماليه للمعلمين الذين كانوا معينيين على مستويات أقل من المستويات التي يستحقونها أو تحسين درجات المعلمين في السلم الوظيفي الذين وضعوا في درجات وظيفية أقل من سنوات خبرتهم وغيرها من حقوق المعلمين التي لم تنصفهم . فتوفير حقوق العامل في أي جهة عملية هي الدافع له للمزيد من الإنتاجية والإبتكار كما أن تخصيص مزايا له تنمي للعامل حس الإنتماء لمكان العمل الذي يحتويه وتبعث في نفسه الشعور بالفخر والإعزاز بمقدار إحساس أصحاب القرار به وبما يقدمه من إنتاجية وهذا عامل هام للتطوير والتقدم ويكون الولاء الوظيفي على قدر كبير من التميز والفاعلية .. يقول مالكوم أكس ( لقد تعلمت باكراً أن الحق لايعطى لمن يسكت عنه , وأن على المرء أن يحدث بعض الضجيج حتى يحصل على مايريد ) ..
فالمعلمين يقدمون في الميدان التربوي أعمال كبيرة وجسيمة وليست غائبة عن أصحاب القرار فالمعلم يُعلم ويُربيّ في آن واحد كما يقوم المعلم بتنفيذ عدة أنشطة لامنهجية في العام وهي أنشطة علمية وثقافية وإجتماعية وفنية ورياضية وكشفية وابداع وموهبة وزيارات ورحلات يقدمها المعلم للطالب تنمي لديه ملكة الابتكار والإستكشاف وتقام تلك الانشطة على مدار العام والذي قد يدعمها المعلم بالمادة من جيبه الخاص كي يسعد طلابه ويراهم من المميزين في أنشطتهم وابداعهم. كل تلك الأعمال خارج المنهج المدرسي وهي مكملة للعملية التعليمية التربوية وهي ترهق المعلمين وتزيد الحمل عليهم ولكن لاجل النشء تحملوا رسالتهم وقاموا بها على أكمل وجه .ومناشط المدارس المتعددة تشهد لهم ذلك كما أن تميز طلابنا في الموهبة والإبتكار خير دليل على ذلك وخير مثال هو الطالب سعود الشمري الذي يدرس في الصف الثالث ثانوي علمي بالجبيل وكان أبرز إنجازاته في مجال الاختراع، هوَ ترشح ابتكاره من بين 852 ابتكار للمشاركة في معرض ابتكار الدولي 2010، وحصولهِ على وسام البرونزية، كما حصل على جائزة المركز الوطني لأبحاث الشباب من جامعة الملك سعود عن مشروعه "شفط أدخنة المصانع والاستفادة منها". والأمثلة كثيرة على أنتاج المعلمين من الطلبة المبدعين الذين رفعوا اسم تعليمنا وابداعه في المناسبات . فالمسألة ليست تقليص أيام من راحة المعلمين بعد عناء عام كامل ! المسألة هو إيجاد أرضية مناسبة ومريحة ومتجاوبة للمعلم كي ينتج العديد من شباب الوطن المبدعين والمبتكرين فجعبة المعلم ونظرته وخبرته كفيلة بأنتاج جيل كامل من هذه النماذج المشرقة متى ماتم التعامل مع المعلم بالحد الأدنى من إستحقاقاته وتوفير مزايا صحية له يطمئن من خلالها على ماقد يعترضه في عمله وجهده من عوارض وإعتلالات صحية نتيجة ضغط العمل المتواصل عام كامل أو تقدير مكانته التي تتداعى والتي قال عنها الرسول صلى الله عليه وسلم : "إن الله وملائكته وأهل السموات والأرضين حتى النملة في جحرها وحتى الحوت ليصلون على معلم الناس الخير".
ومعروف أن راحة المعلم تجدد لديه النشاط والحيوية ولكن المعلمين لايستطيعون التمتع براحتهم الا أيام محددة مسبقا وليس بطوعهم وإجازتهم هذا العام تصادف شهر رمضان الكريم وعشرة أيام قبله واسبوعين بعده خاصة أن عائلته وأطفاله تنتظره ليقضي معهم رحلة داخلية أو خارجية تجدد الحياة والعمل والنفس والطاقة وتعيد الحيوية بعد جهد وعمل متواصل لاينقطع ولكن كثير من المعلمين ستحرم عوائلهم من قضاء أوقات الراحة والإستجمام مع والدهم المعلم لضيق الوقت كون شهر رمضان شهر صوم وعبادة . فالمعلم كان يتطلع أن يكون هناك إحساس بدوره الريادي داخل المجتمع وأن تكون الأنظمة والتشريعات التي تسن تخدمه وتخدم العملية التعليمية فهما مكملان لبعضهما البعض . يقول جون كيندي ( القيادة والتعلم امران لايمكن الفصل بينهما )
فالتضييق على اداة التعليم وراحته سينتج عنه إنتاجية أقل ولن يستطيع الوصول للطاقة القصوى من طاقته المتدفقة نتيجة أرهاقه وتكليفه بما لايستدعي تواجده ولأجل التواجد فقط لاغير خاصة في شهر شعبان!!
وفي الشأن الآخر رأينا تصاعد عمل وأسلوب بعض الجهات الأخرى التي تقدم لموظفيها مزايا عديدة كبدل السكن والتأمين الطبي فآلية العمل لديهم راقية ولايشوبها شائبة لاحساس موظفيها بالراحة النفسية وبالتالي تفانيهم في تقديم خدمات ترتقي مع مايتقاضونه من إهتمام وراعية جعلت التميز مصاحب لمكاتبهم وعملهم ونالوا الرضى من خدماتهم من المواطنين .
فنتطلع نحن معشر المعلمين أن يكون توجه وزارتنا وخططها تخدم المعلم وتحقق له رغباته الهامة التي يستطيع بها تطوير مهنته وأسلوبه وأن لايكون هناك إتجاه عكسي يحبط العاملين في الميدان التربوي ويحد من نشاطهم وتفاعلهم فالملقى على عاتقهم كبير وهم أهل لذلك .. يقول ريتشارد دوكنز ( فلنحاول تعليم الكرم والإيثار فنحن نولد أنانيين !! ).. فالمعلم يستحق الكثير من الكرم والتقدير لأدواره الريادية المتعددة فهو لازال قيد الإنتظار الذي نتمنى أن لايطول مداه ......
* عضو المجلس الإستشاري للمعلمين بشقراء .
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
أكره الجهل
استوقفني منصبكم الذي تمت كتابته أسفل المقال
بما أنك أحد الأعضاء ونتمنى أن تكون من الاعضاء الفاعلين لا الناقمين لأني أحب مهنة التعليم ولو كان لي من الأمر من شي لاستبعدت كل من ينتقم من التعليم لأن التعليم يجب أن يكون سامي
أعود وأقول بما أنك من أعضاء المجلس الاستشاري للمعلمين فهذه قناة رسمية معتمدة من التعليم _ الوزارة - ماذا عملتم في مجلسكم الموقر للدفاع عن المعلم وخصوصا في استرداد حقه المسلوب في الإجازة
لأنه للأسف جميع المعلمين استندوا إلى محامين في قضاياهم وفشلوا
فيجب أن يكون دور مجلسكم فاعل في مثل هذه الأمور
شكرا لك
03-01-2013 11:26 صباحًا
عبدالله الحسن
مقال يصب في خانتنا نحن من يعاني من ظلم وقهر وزارتنا أو وزرتنا وكلامك واقعي ولكن لاحياة لمن تنادي وزارة مسئوليها في الخارج مع بداية السنه يقضون اجازتهم ونحن حاسدينا على اجازتنا
بارك الله في قلمك النير ووقفتك معنا أخ عبدالعزيز
03-01-2013 12:41 مساءً
ابومشاري
وزارة التربية والتعليم ليست كغيرها من الوزارات
فلديها نصف السكان هي مسؤولة عنهم طلاب ومعلمين
وما يقال عن الوزارات الأخرى لا يقارن بالتربية والتعليم
هذا من حيث القدرة على الناحية المادية وما قصرت الوزارة في رواتب المعلمين
وبالنسبة للإجازة في رمضان واستراحة الطلاب والمعلمين من العمل في رمضان فهذا عمل تشكر الوزارة عليه ويعتبر في حد ذاته إحساس بالمعاناة وليس بالضرورة وجود إجازة للسفر وغيره
والذي أراه أن كثير من الوزارت والدوائر والمؤسسات الخاصة لا تختلف كثيرا وليس هناك ميزات يمكن الوقوف عليها
الجميع متساوون في مثل ذلك
الإجازة شهر للجميع بينما المعلمين 60 يوم
وكذا الأطباء شهر وبدون اختيار الوقت
لا أرى في المطالبة شيء مختلف ولا أرى أنه سيلتفت إلى شيء من تلك المطالب
وجهة نظر
04-01-2013 08:04 صباحًا
معلم مغترب بشقراء
بيض الله وجيهكم يا اهل شقراء راعين مطاليب وراعين حق والله ثم والله اننا ننتظر الاجازة على احر من الجمر لاجل الذهاب لشيبانا 800 كيلو عن شقراء ويهمنا اليوم واليومين نقعد معهم ونراعيهم ونعطيعم علاجهم علاج السكر والضغط ومالهم بعد الله الا نحن في غربتناويدينا على قلوبنا ماعندهم الا الخادمه هي المسؤولة عنهم وتقليل الاجازة والله امرضنا وضيق صدورنا خاصه ونحن سنكون منتهين من أعمالنا
النشمي والشهم اليحيى نقدر لك ماخطته يداك نصرة لنا معشر المعلمين والوفاء ديدنكم اهل شقراء
تقبلوا مني تحياتي اخوكم المعلم المغترب الشمري
04-01-2013 12:07 مساءً
ماهر البواردي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بيض الله وجهك يابوسعد على هذا الجميل المنثور
من الظلم أن تتم مساواة من يصنع نشء جديد مع موظف أرشيف بوزارة ، واحد يبني مجتمع والثاني لو ما داوم ماتأثر المجتمع.
الله يوفقكم ووزارتكم من جفرة الى دحديرة
ابوخالد
05-01-2013 11:27 صباحًا