بواسطة
محمد بن عبدالله الحسيني
23-12-2012 11:52 مساءً
لحظة تفكر في أنفسنا .. والعالم
قد كنتُ، كم كنتُ مغروراً بمعرفتي
حتى حَسِبت بأنّي أبلغُ القِمما
ما كنتُ أعلم أن الدربَ خادعةٌ
حتى إذا أومأتْ سِرنا لها قُدُما
إن الذي خلتُه في القفر ملتجأً
كان السرابَ وكان الجَدبَ والعَدما
بضع كلمات رائعة قرأتها لمعالي الدكتور عبد العزيز خوجه وزير الثقافة والإعلام من قصيدة له بعنوان : "سبعون" أعادتني إلى نفسي .. وجعلتني في حالة غريبة من التفكر في الكون وما يحدث منا وحولنا .
ما الذي تشكله لنا الحياة بكل ما فيها من مباهج وآلام ،ونجاحات واخفاقات ،وسعادة وشقاء ؟
ما الذي نعرفه حقيقة عن أنفسنا وذاتنا ودواخلنا وعن من يحيون معنا وبنا ونقضي معهم الأفراح والأتراح ونشاركهم البسمة والدمعة ونذهب معهم إلى أقصى الدنيا ،ثم نعود ونحن نسأل أنفسنا : ترى هل يحبوننا حباً في أنفسنا .. أم يتعاملون معنا بمنطق المصلحة التي إذا حضرت حضر السرور والبذل وإذا ذهبت تكدر الماء وتحولت الحياة إلى سراب ؟
تلك الأعاصير والفيضانات والسيول التي تغرق الناس والمدن .. هل هي عقاب من الله لعباده على ما فرطوا فيه من الطاعة أم مظاهر طبيعية لما توارث عليه النظام الكوني -الذي خلقه الله سبحانه وقدر فيه الليل والنهاروانها نكسات نابعة عن ذاك النظام الرباني الذي يحكم الأمور وأنه لا علاقة لها بالعقاب ؟
ماذا يفعل الناس بالأموال المتكاثرة التي يحرصون عمرهم كله على كنزهاوتنميتها ويحاربون إخوانهم أو يقتلونهم من أجلها ؟ .. ماذا يحدث إن صحوا فوجدوا أنفسهم في عالم آخر لا يعترف بالذهب والفضة ولا مكان فيه للأسهم والمضاربات ولا لجبال العقارات ولا للنفوس الدنيئة .
لماذا نتشبث بالحياة بكل تلك القوة الغريبة ونحن نعرف علم اليقين أننا راحلون عنها .. إن لم يكن اليوم فغداً ؟ .. ولماذا تبدو ضخمة في أعيينا إلى المدى الذي يحجب عنا ضوء الشمس والحقيقة فنستسلم لشهواتنا ونركض في اتجاه الاستزادة منها ونحن نعلم أننا قد نذهب معها إلى حتفنا.
تسائلني نفسي : ماذا بعد كل ما تحققه من نجاح في الحياة أو العمل أو حتى على صعيد العلاقات الشخصية .. ماذا بعد أن يمدحك الناس ويرونك قامة رفيعة وشخصية فريدة لم يقابلوا مثلها،وأغلبهم صادق فيما يقول لا ينافقك .. فإذا خلوت إلى نفسك اكتشفت أنك لم تحقق ما هو مطلوب منك فعلياً في تلك الحياة ،وأنك تدور في حلقة دائرية حول نفسك وأن ما حققته هو جزء بسيط مما يجب أن تفعله.
هؤلاء الناس الذين نلعنهم ليلاً ونهاراً ونعتبر أنهم أخذوا الدنيا من جميع جوانبها وخسروا الآخرة .. هل هم فعلاً كما نظنهم أم أنها حيلة منا لنقنع أنفسنا أننا أفضل منهم وأن ما حققوه للعالم من أدوات تسهل الكثير عليه في حياته هي أشياء تافهة بالمقارنة لما ينتظرنا نحن في الآخرة .. غير عابئين بالإجابة على السؤال الأهم : هل نحن عند الله فعلاً بنفس المكانة الرائعة التي نرسمها لأنفسنا أم أننا وإياهم على سطح سفينة واحدة ننتظر من الجبار أن يفصل بيينا وبينهم ؟.يوم لا ينفع مال ولا بنون...
3
0
1.6K
23-12-2012 11:52 مساءً
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
ابو حسين
السلام عليكم / أخي الغالي محمد الحميضي المحترم مع التحية والتقدير لما كتبته وسوف تكتبه .عندي مداخلة
على العبارة الأخيرة (( فالفكرة غير واضحة عندي )) وهذا قصور مني ولكن مداخلة بسيطة من أخيك الصغير.
قولك في الذين نلعنهم ليلا ونهارا . (( هم الكفرار بزعمك )) فنحن لسنا نلعن أحد ولسنا مطالبين بالعن
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ (ادْعُ عَلَى الْمُشْرِكِينَ ، فَقَالَ إِنِّي لَمْ أُبْعَثْ لَعَّانًا وَإِنَّمَا
بُعِثْتُ رَحْمَةً ) نحن مطالبين بنشر الدعوة الإسلامية بالمنهج الصحيح الكتاب والسنه قال تعالى ( قل هذه سبيلي
أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين ) .
والكلام أخي محمد عن النفس كلام ذوى شجن ولحن عذب يأثر فيها ويستميلها الكلام الطيب .وشكرا.محبك في الله ابو حسين
24-12-2012 02:42 مساءً
ابومشاري
أظنك دخلت الموضوع مطفي النور
ولع النور
شف من اللي كاتب هذا المقال
محمد الحسيني من مجلسنا في شقراء راعي الرياض
وليس محمد الحمضي راعي الجزيرة
24-12-2012 10:06 مساءً
ابو حسين
24-12-2012 11:42 مساءً
ابومشاري
يا أخي محمد الحسيني
من يلعن فليس منا ولا نحن منه
ولكننا نرجوا من الله ونحسن الظن به سبحانه ولو كنا مقصرين
وما عبدنا الله حق عبادته ولكن نرجوا رحمته وعفوه ونشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله
وربما تنافسنا مع غيرنا على الدنيا ولكننا أيضا رغم تقصيرنا مؤمنون أكرمنا الله بالإسلام
ومن يكفر بمحمد من الغرب والشرق فقد أخبرنا عنه ربنا بأنه إن مات على ذلك مات على الكفر
أما نحن فمؤمنون وهذه الصفة مهمة حيث هي هبة من الله لنا وفقنا إليها وقد ضل عنها الكثيرون
فهذه النعمة نشكر الله عليها ونتمسك بها لعل نبينا محمد يشفع لنا يوم القيامة
كلمة يحاج بها نبينا عنا ولو كنا مقصرين
كأنك يا أبو عبد الله قسوت في السطور الأخيرة
وليتك لم تذكر اللعن
وإنما لعلك تريد كلمة أهون وارق منها
تقديري
25-12-2012 12:25 صباحًا
ماهر البواردي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أبو عبدالله مقالك جدا يلامس دواخلنا ، صار لي فترة ابكتب التعليق ولكن الايبادعنده مشكلة مع الموقع.
عموماً
اخترت كتاب لشخص كان قبل ثلاثين سنة او اكثر وكيل وزارة الاعلام. وعاد اليها.
الانتقاد الداخلي تجاه المجتمع شيء جميل، خاصة اذا كان نقد ايجابي بمعنى ننتقد ونعطي الاصلاح.
رؤيتي انك بنيت مقالاً صارماً جازماً جميل في مفرداته ومعانية. واستمتعت كثيراً وانا اقرأه بصوت جهورياً لأرى جمال وقوة الكلمة.
الايدلوجية في ضمير المخاطب تجاه القاريء لها عمق وقد تكون تفهم على غير ما رمى به الكاتب
تحية وتقدير مني لهذا القلم وصاحب الفكر
ابوخالد
29-12-2012 10:13 صباحًا