• ×

05:37 مساءً , السبت 21 ديسمبر 2024

admincp
بواسطة  admincp

صناعة الزوجة ....مسؤولية الأم

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
التغيير السريع في وتيرة حياتنا الاجتماعية اسرع من قدرتنا على التواكب معه، وهذا افقد البعض الطريق الصحيح واختار الطريق الخاطيء

لنعود بك قليلا في كثير السنين الى عصر ماقبل البترول ، كانت البنت التي تتجاوز ١٧ عاما عانساً ، وكانت ترتيبات الخطبة والملكة تتم بكل هدوء وسرية، تزوجن وانجبن واصبحن جدات و تجاوزن من العمر عتياً ليصبحن مرجعين مفيدة لنا ،

لقد كانت البنت جاهزة لأن تصبح زوجة بمجرد زواجها ، صنعتهن الامهات بحسن التدبير المنزلي وفن التعامل مع الرجل الزوج، تزوجن بفرح وسرور ولم يخفاهن امراً من الحياة الزوجية بجميل ايامها وصعبها، تخطن العقبات والحواجز والمشاكل واكملن المسيرة.

ثم اتى الجيل الذي يليه بداية عصر الازدهار والكهرباء والهاتف، ارتفع سن البنت للزواج ليلامس العشرين، وتوارثن الامهات ما تعلمن في حياتهن بالاضافة الى خبرات الجدات في اعداد بناتهن وتهيئتهن ليصبحن زوجات ودودات حبيبات ويكملن مسيرة الانسان في هذا الكون

وتسارعت الايام وتوالت التقنيات علينا واصبحت الزيجات اكثر تعقيدا من سابقتها وازدادت التكاليف ولكن كل شيء كان نوعا ما في المتناول

الى ان وصلنا الى هذا العصر الجديد وهو عصر التقنية والاتصالات، عصر العالم الكبير اصبح قرية صغيره، مكنّت هذه التقنيات من تيسيير اختلاط البنات بالشباب عبر الانترنت وكانت بداية تبادل الخبرات والحوارات وكسر حاجز الحياء لدى البعض القليل منهن.

وهذا ما كان بمثابة التهيئة السلبية للفتاة المقبلة على الزواج ، فالتقليد اصبح مرضا هدم بيوتا كثيرة ، والطمع والجشع وعدم الرضا بما هي عليه من حال.

والسبب الرئيس يرجع لصانعة الاجيال على مر التاريخ( الأم) فأنشغلت عن ابنتها بوظيفة او التزمات اجتماعية هي في غنى عنها وبالتالي لجئت الفتاة للتعلم في الانترنت ، وخرجت لنا مواقع كثيرة تحكي بكل جرأة مخجلة ماذا ينبغي للبنت عمله اذا تزوجت، واصبحت تلك المواقع مسباراً لها في تكوين الفكر لديها كزوجة

الطبخ والنفخ والتدبير المنزلي ليس الاهم ، بل التهيئة الدينية الاجتماعية لماهية الزواج والعلاقة المقدسة بين الزوجة و زوجها ، هي ليست احتكار الرجل للمرأه بقدر ماهو توضيح لكميائية المشاعر لدى الرجل والانثى ، طلاق يتم بسبب افطار رمضان او طلاق يتم بسبب حضور زواج.

لتعلمي ايتها الفتاة ان الزوج لك هو الامان والحماية هو من تحتاجيه لتؤسسي معه عائلة تكون لبنة جديدة في جسد المجتمع، له القيادة وهذا شرع الله ، شرعه لنا جميعا لكي نعيش في جماعات غير متفرقين.

الحياة الزوجية ليست غرفة نوم بل هي علاقة مقدسة جدا شرعها الله لنا للتكاثر ليستمر الجنس البشري بالعمل في الارض كما امره الله سبحانه، تذكري ان زوجك يأتي من عمله متعبا متضايقا وقد يكون مهموما، ودورك هنا احتواءه لا لسكب المزيد من الأسى على خاطره، اسعديه وسوف يسعدك

الدين اوجب على الرجل التفقة ولم يوجبها على الزوجة ، هناك ادوار محددة للزوج والزوجه ، حاولي ان تكوني مكملة لزوجك وهو مكمل لك، الحديث في الحقوق والواجبات لايكفيه مقال وانا لست بصدد الطرح له، ولكن اقول تذكري ماذا كان لدى الجدات من اسرار ابقتهن زوجات حبيبات ودودات مع ازواجهن.

ايتها الام انتي من يصنع الفتاة كزوجة وليس ابيها، انتي من تتحاورين معها بالخفاء عن الفنون النسائية السرية للتعامل مع الرجل . احرصي ان تعلمي ابنتك مالم تتعلمه من الغير ، انتي القدوة في ذلك، لا تخلين المواقع في الانترنت هي المرجعية، انتي واقع محسوس واقوى لاقناع الفتاة والتأثير عليها

ختاما، اعلم ان الزوج عليه مآخذ او انتقادات ولكنها ليس في محور موضوعنا هذا، نحن بصدد التفكير بايجابية جدا لصناعة الزوجة اكتمال الجسد لا يعني ان بنتك اصبحت عروس وانما نضج التفكير هو من يقرر ذلك

بواسطة : admincp
 2  0  2.2K


الترتيب بـ

الأحدث

الأقدم

الملائم

  • أبو حسين

    السلام عليكم / كلام من ذهب دائمن تبهرني يا حبيلك يا أخي ويا أستاذي ماهر .

    كلامك جاء على الجلوح لكن يداويها . وشكرا.

    16-10-2012 10:43 مساءً

    • ماهر البواردي

      السلام عليكم ورحمة الله



      عيدك مبارك وتقبل الله طاعاتكم وكل عام وانتم بخير

      اشكر لك كلماتك الطيبة الدافعه المشجعه لنا ، ونرجو ان نكون ممن يفيد بما يكتب


      ولكم خالص الشكر

      04-11-2012 09:59 صباحًا

  • ابو مشاري

    كلمات ومعاني غاية في الأهمية أخي ماهر
    أنت ماهر في عطائك الأدبي والفكري
    وفقك ربي

    23-10-2012 03:29 صباحًا

    • ماهر البواردي

      ابو مشاري



      من العايدين وتقبل الله طاعاتكم وكل سنة وانتم بخير

      وانت مبدع في تذوقك الادبي والفكري ، لاحرمنا طلتك طال عمرك


      وفقكم المولى الى ما يرضاه

      04-11-2012 10:00 صباحًا

جديد المقالات

بواسطة : الإعلامي الدكتور : فلاح الجوفان

. تجلت الإنسانية في أبهى صورها ، عندما تعرض "...


بواسطة : عبدالعزيز عبدالله البريثن

. آه .. ويح من فقد أمه، ولم يقبلها في ضحاه، أو...